السن المناسب لتجميد البويضات وأضرار متوقعة ونصائح هامة

تجميد البويضات من العمليات التي يتم اللجوء إليها لزيادة القدرة الإنجابية، وتتم بشكل متزايد في العشرينات والثلاثينيات من العمر، ويمكن توضيح هذا الإجراء والسن المناسب للقيام به والأضرار المتوقعة ومعلومات أخرى تفصيلية.

ما هو تجميد البويضات؟

تجميد البويضات عبارة عن عملية يتم فيها استخراج بويضات المرأة وتجميدها وتخزينها في درجات حرارة منخفضة كطريقة للحفاظ على القدرة الإنجابية لدى النساء خلال سن الإنجاب.

مع تقدم المرأة في العمر، تزداد احتمالية حدوث شذوذ أو عيوب في الكروموسومات، وبالتالي تزداد مخاطر التعرض للإجهاض أو العيوب الخلقية أو الاضطرابات التي تجعل الحمل أكثر صعوبة، وبالتالي يلجأ البعض إلى تجميد البويضات كوسيلة للحفاظ على البويضات الأصغر سنًا، والتي ربما تكون أكثر صحة. 

تجميد البويضات للعذراء

يتم استخراج البويضات في معظم عمليات التجميد من المهبل، ومع ذلك، إذا كانت الفتاة لا تزال عذراء يمكن استخراج البويضات عبر البطن تحت التخدير العام، حيث يقوم الطبيب بإدخال إبرة عبر البطن للوصول إلى المبيضين.

من الذي يحتاج إلى تجميد البويضة؟

تلجأ بعض النساء إلى تجميد البويضات لعدة أسباب، منها ما يلي:

  • النساء المصابات بالسرطان: حيث تحتاج إلى علاج كيميائي أو علاج إشعاعي للحوض والذي قد يؤثر على الخصوبة.
  • الخضوع للجراحة التي قد تسبب تلف المبيض.
  • متلازمة تيرنر أو متلازمة كروموسوم إكس الهش، حيث يزداد خطر فشل المبايض المبكر بسبب تشوهات الكروموسومات.
  • حالة وراثية من انقطاع الطمث المبكر.
  • مرض المبيض مع خطر تلفه.
  • الطفرات الجينية التي تتطلب إزالة المبيضين مثل: طفرة BRCA
  • الحفاظ على الخصوبة لأسباب اجتماعية أو شخصية لتأخير الإنجاب.

خطوات تجميد البويضات

تستغرق عملية تجميد البويضات الكاملة مدة تصل إلى 8 أسابيع وتتضمن الخطوات التالية:

  • قمع المبيض

يعني ذلك إيقاف الهرمونات الطبيعية مؤقتًا باستخدام حبوب منع الحمل، لزيادة تأثير العلاج الهرموني الذي يساعد الجسم على إنتاج المزيد من البويضات قبل سحبها.

تستمر هذه الخطوة لمدة 2 إلى 4 أسابيع، وفي بعض الأحيان يتم تخطي هذه الخطوة.

  • تنشيط المبيض

عندما يتم إيقاف الهرمونات الطبيعية مؤقتًا يبدأ تناول العلاج الهرموني في المنزل، عن طريق حقن الهرمونات التي ستحفز المبايض وتساعد على إنتاج عدة بويضات ناضجة في كلا المبيضين.

يستمر هذا الجزء من العملية ما بين 10 إلى 14 يومًا. 

خلال هذه الفترة، يتم إجراء الموجات فوق الصوتية وفحص الدم لمتابعة التقدم.

  • سحب البويضات

يتم سحب البويضات من حويصلات المبيض بإبرة رفيعة جدًا باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لتوجيه الإجراء، ويكون تحت التخدير الوريدي.

  • تجميد البويضات

يتم تقييم البويضات للتأكد من تجميد البويضات الناضجة فقط، وبعد ذلك يتم إزالة السائل الموجود في البويضة واستبداله بمادة واقية من التجمد، ثم يتم غمرها في النيتروجين السائل (-196 درجة مئوية) وبذلك يتم تجميد البويضة.

السن المناسب لتجميد البويضات

يمكن الحصول على بويضات أكثر صحة لتجميدها في العشرينات من العمر، ولكن يعتبر السن المثالي  في أوائل الثلاثينيات من العمر  قبل أو في سن 35، لضمان الحصول على بويضات صحية.

أضرار تجميد البويضات

من المحتمل أن تحدث بعض الأعراض الجانبية بعد عملية تجميد البويضات، ولكنها ليست خطيرة، وغالبًا تختفي بعد فترة قصيرة.

بعد الاستيقاظ من تأثير التخدير قد يواجه بعض المرضى بعض المشاكل التالية:

  • غثيان
  • التقيؤ
  • الضيق
  • دوخة
  • حالة مؤقتة من الارتباك
  • الشعور بالبرد أو الرعشة

في بعض الحالات النادرة، قد تؤدي أدوية حقن الخصوبة، مثل HCG، التي تستخدم لتحفيز الإباضة في بعض الأحيان إلى متلازمة فرط تنبيه المبيض، حيث يصبح المبيض مؤلمًا ومتورمًا فور سحب البويضات أو الإباضة، وتظهر الأعراض التالية:

  • إسهال
  • التقيؤ
  • آلام البطن
  • الانتفاخ

بالإضافة إلى ذلك، في بعض الحالات القليلة جدًا قد يؤدي سحب البويضات بإبرة شفط رفيعة إلى حدوث نزيف أو تلف الأمعاء أو التهابات أو تلف الأوعية الدموية أو المثانة البولية.

نسبة نجاح تجميد البويضات

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي، احتمالية أن تؤدي بويضة واحدة مجمدة إلى الحمل تتراوح بين 2٪ و12٪.

يمتلك النساء في عمر أقل من 35 عامًا فرصة بنسبة 70٪ لحدوث حمل في حالة تجميد تسع بيضات ناضجة أو أكثر. 

إذا كانت المرأة في أوائل الأربعينيات من العمر، فقد تحتاج إلى تجميد المزيد من البويضات حوالي 28 أو أكثر للحصول على فرصة 70٪ للحمل.

مدة تخزين البويضات المتجمدة

لا يتسبب تخزين البويضات لفترات طويلة في التعرض للآثار السلبية، ومع ذلك يسمح بتخزين البويضات المتجمدة لمدة تصل إلى 4 سنوات فقط، حيث يتم مراعاة أن تقدم سن الأم أثناء الحمل يرتبط بمخاطر أعلى لمضاعفات الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والولادة القيصرية، وبالتالي يفضل عدم التأخير عن استخدام تلك البويضات.

نصائح قبل تجميد البويضات

يجب اتباع بعض النصائح حول نمط الحياة لزيادة الخصوبة للتحضير لتجميد البويضات، وتشمل بعض النصائح ما يلي:

  • تناول أوميغا 3

يجب التأكد من أن النظام الغذائي غني بالأوميغا 3 الموجود في الأسماك والمكسرات والبذور، بالإضافة إلى أن يكون متنوعًا وغنيًا بالفيتامينات والمعادن والألياف من خلال الأطعمة النباتية والحبوب الكاملة، مع البروتينات الخالية من الدهون.

  • تقليل شرب الكحول

يرتبط تناول الكحول بكثرة بالإجهاد التأكسدي المزمن، ما يؤثر على وظيفة المبيض، لذلك يفضل التقليل من شرب الكحولات قدر الإمكان.

  • تناول الكافيين باعتدال

ارتبطت المستويات العالية من استهلاك الكافيين، حوالي 5 أكواب من القهوة في اليوم، بانخفاض الخصوبة، لذلك يفضل الحد من تناول الكافيين إلى أقل من 200 مجم يوميًا أي ما يعادل كوب أو كوبين من القهوة.

  • النوم الكافي

يلعب النوم الجيد الكافي دورًا حيويًا في العديد من الوظائف الفسيولوجية والخصوبة، ويرجع ذلك إلى أن نفس الجزء من الدماغ الذي ينظم هرمونات النوم والاستيقاظ، مثل الميلاتونين والكورتيزول، يشارك أيضًا في إفراز الهرمونات التناسلية.

  • تناول المكملات الغذائية

يعد تناول المكملات الغذائية الكافية ضروري للصحة الإنجابية، وخاصة التي تحتوي على حمض الفوليك وفيتامين د وأوميغا 3.

  • تقليل مستويات الكورتيزول 

أظهرت الأبحاث وجود صلة بين الإجهاد المزمن والعقم. تلعب الخلايا العصبية بالقرب من قاعدة الدماغ دورًا رئيسيًا في ربط التوتر بالخصوبة، فعندما يكون الكورتيزول مرتفعًا يتم تثبيط نشاط الجهاز التناسلي.

يمكن أن يساعد التأمل واليوجا في تخفيف التوتر.

تجميد البويضات وزيادة الوزن

يمكن أن يحدث زيادة في الوزن أثناء أو بعد فترة تجميد البويضات، وفي حالة حدوثها تعد علامة على احتباس الماء وفرط تنبيه المبيض الناتج عن استخدام بعض الأدوية المحفزة للمبيض، ولكن في حالة زيادة الوزن عن 5 أرطال أو المعاناة من الانتفاخ والألم يجب إخبار الطبيب على الفور.

تجربتي مع تجميد البويضات

تختلف تجارب النساء مع عملية تجميد البويضات، ونوضح بعضها فيما يلي:

  • التجربة الأولى:”لجأت إلى عملية تجميد البويضات وأنا عمري 32، وبدأت بالكشف ثم انتظمت على تناول بعض حقن الهرمونات لمدة 5 أيام لتحفيز المبيضين، وبعد الفحص كانت مستويات هرمون الاستروجين لدي مرتفعة بدرجة كافية.
    تتابع: “أثناء سحب البويضات، دخلت قسطرة وإبرة مقاس 10 بوصات عبر جدار المهبل، وكانت أسهل جزء في العملية بأكملها لأنه كان تحت التخدير، واستغرق الأمر حوالي 15 دقيقة فقط، وأخبرني الأطباء أنهم تمكنوا من سحب 34 بويضة، 28 منها صالحة، وهذا يعني أن لدي فرصة كبيرة لإنجاب طفل.”
  • التجربة الثانية: “مررت بتجربة تجميد البويضات في عمر 35 عام، والتزمت بتعليمات الطبيب قبل العملية وتناولت الأدوية، وأثناء إجراء عملية سحب البويضات لم أشعر بأي شيء لأنني كنت تحت التخدير، وبعد الإفاقة عندما اضطررت إلى التبول شعرت بألم شديد في عضلات الحوض، واستمر هذا الألم لمدة يومين أو ثلاثة ثم اختفى، بالإضافة إلى أنني شعرت بانتفاخ جسمي لعدة أيام، ورغم ذلك لم تكن تجربة مرهقة بشكل كبير.”
Photo of author

فهد المطيري

دكتور صيدلي حاصل على بكالوريوس الصيدلية الإكلينيكية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أضف تعليق