الحقن المجهري من أكثر أنواع عمليات التلقيح شيوعًا للإخصاب والحمل، ويمكن التعرف على مراحلها والتكلفة المتوقعة ونسب النجاح، فضلًا عن أهم النصائح التي يجب اتباعها ما بعد إجراء العملية، فيما يلي.
ما هو الحقن المجهري؟
عملية الحقن المجهري (ICSI) من التقنيات الحديثة المستخدمة لعلاج العقم، والتغلب على العوائق التي تحول دون الإخصاب، حيث تسمح للأزواج الذين لديهم أمل ضئيل في تحقيق حمل ناجح بالحصول على أجنة مخصبة.
مراحل عملية الحقن المجهري
يمر الحقن المجهري بعدة خطوات لتحقيق تجربة ناجحة كما يلي:
- الحصول على الحيوانات المنوية والبويضة
يطلب من الرجل إنتاج عينة من الحيوانات المنوية في كوب مخصص، وفي بعض الأحيان يتم سحب الحيوانات المنوية جراحيًا. عند إجراء عملية سحب الحيوانات المنوية في وقت مبكر قد يتم تجميد الحيوانات المنوية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم سحب بويضات متعددة من مبيض المرأة، بعد تحفيز المبيض بأدوية الخصوبة بحيث ينمو العديد من البويضات الناضجة.
يتم سحب البويضات باستخدام إبرة دقيقة ومسبار الموجات فوق الصوتية، ولا يعد هذا الإجراء مؤلمًا ولكنه قد يسبب كدمات وألمًا طفيفًا.
- حقن الحيوانات المنوية في البويضة
بمجرد الحصول على السائل المنوي يتم غسل تلك العينة وعزل حيوان منوي واحد، ثم يتم حقنها في البويضة بإبرة مجوفة رفيعة جدًا.
يمكن أن تستغرق الحيوانات المنوية ما يصل إلى 24 ساعة لتخصيب البويضة وتكوين الجنين.
- مراقبة الجنين
يتم الاحتفاظ بالأجنة الملقحة في المختبر لمدة تصل إلى 6 أيام، حيث يتم مراقبة علامات النمو والتطور.
- نقل الأجنة
بمجرد وصول الجنين إلى مرحلة معينة من النمو يتم اختيار جنين واحد أو اثنين ونقله إلى رحم المرأة باستخدام قسطرة موجهة بالموجات فوق الصوتية.
يحدث نقل الأجنة بعد يومين أو بعد 5 أيام من الإخصاب.
كم تكلفة الحقن المجهري
تبلغ تكلفة الحقن المجهري في المملكة العربية السعودية نحو 30000 ريال سعودي، ولكن يختلف السعر بالزيادة أو النقصان اعتمادًا على المكان، والطبيب المختص.
شروط نجاح الحقن المجهري
يعد إخصاب البويضة وتطورها لاحقًا إلى جنين نام عملية معقدة، لذلك يجب مراعاة عدة نقاط لنجاح عملية الحمل المجهري كما يلي:
- التأكد من أن البويضة مناسبة للتخصيب قبل الحقن المجهري عن طريق استخدام الفحص المجهري للضوء المستقطب، حيث يتيح ذلك تحديد ما إذا كانت البويضة في حالة مثالية للتخصيب عن طريق الحقن المجهري.
- اختيار الحيوانات المنوية الأكثر صحة من أجل الحقن المجهري، حيث أنه في حالة تلف المعلومات الجينية في الحيوانات المنوية، أو إذا كان غير قادر على استخدام الحمض النووي الخاص به بشكل صحيح فهناك خطر يتمثل في فشل نمو الجنين.
- اختيار أفضل وضع لحقن الحيوانات المنوية في البويضة، باستخدام مجهر عالي القوة لحقن الحيوانات المنوية المختارة بدقة شديدة في البويضة، ويراعى تجنب منطقة المغزل، حيث أظهرت الأبحاث أن حقن البويضة بعيدًا عن تلك المنطقة يؤدي إلى معدلات إخصاب أعلى ونمو أفضل للجنين.
- التأكد من تنشيط البويضة ونضجها لزيادة معدلات الإخصاب وكذلك معدلات الحمل.
كم تستغرق عملية الحقن المجهري
تستغرق عملية الحقن المجهري حوالي 4 إلى 6 أسابيع لإكمال التلقيح مع علاج الحقن المجهري، حيث يتم الانتظار حتى يستجيب المبيض للأدوية المنشطة وتنضج البويضات.
يجب زيارة الطبيب كل يومين أو ثلاثة أيام، أثناء فترة تناول الدواء، لإجراء تحليل الدم والموجات فوق الصوتية.
في يوم سحب البويضات، يقضي الزوجان عدة ساعات في المستشفى، لجمع البويضات والحيوانات المنوية.
بعد 3 إلى 5 أيام، يقوم الطبيب بإدخال الأجنة داخل رحم الأم، وتستغرق هذه الزيارة عادة حوالي ساعة واحدة، وبعد حوالي أسبوعين تجري الأم اختبار الحمل.
مابعد الحقن المجهري
بعد إجراء الحقن المجهري تصبح الأم قلقة من فعل شيئًا خاطئًا يمكن أن يؤدي إلى فشل العملية، لذلك نوضح بعض التعليمات التي يجب مراعاتها:
- تجنب العلاقة الحميمية
الجماع بعد نقل الجنين إلى رحم الأم غير موصى به على الإطلاق، لأنه قد يسبب التهابات المهبل ويجب منح الجسم وقتًا للشفاء والتكيف والاسترخاء.
- تجنب الحمامات الساخنة
يجب تجنب الاستحمام بالماء الساخن، لأنه قد يؤدي إلى الإصابة بالعدوى، التي قد تسبب الإجهاض. يعتبر الاستحمام السريع بمياه فاترة خيارًا أفضل من الحمامات الساخنة أو السباحة، لتجنب دخول أي مواد غريبة إلى المهبل والتسبب في حدوث التهابات.
- تناول الأدوية بانتظام وبالطريقة الموصى بها
يجب تناول حمض الفوليك، والبروجسترون، أو الحقن في الوقت المحدد بالطريقة التي يحددها الطبيب، حيث تساعد هذه الأدوية في الحد من العيوب الخلقية وتمنح الجنين بيئة مناسبة للنمو.
- تجنب الراحة في الفراش طوال الوقت
الإقامة الطويلة والاستلقاء على السرير طوال الوقت لن يحسن فرص الحمل، بل بالعكس قد يزيد الأمر سوءًا.
- تجنب التوتر
أشارت دراسة إلى أن الحوامل اللاتي يعانين من انخفاض مستوى التوتر بعد نقل الأجنة أكثر عرضة مرتين للحمل من غيرهم.
- التوقف عن تناول الكافيين
يجب على الأم محاولة التوقف عن تناول الكافيين تمامًا، واختيار المشروبات منزوعة الكافيين، وفي حالة عدم التمكن من ذلك، يمكن تقليل تناوله على الأقل إلى 200 ملغ يوميًا.
- تجنب رفع أي أشياء ثقيلة
يجب تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو الأعمال المنزلية الصعبة، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور وفقدان الجنين.
نسبة نجاح الحقن المجهري
يعتقد البعض أن حقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة بواسطة الحقن المجهري يؤدي إلى معدل نجاح بنسبة 100%، ولكن هذا ليس صحيحًا.
بالرغم من أنها وسيلة فعالة للغاية، إلا أن الحقن المجهري يحقق إخصابًا ناجحًا في ما بين 50 إلى 80 % من الحالات.
تتأثر نسبة نجاح الحقن المجهري بعمر الأم، فكلما زاد عمرها قلت نسبة نجاح العملية كما يلي:
- سن 34 وأقل: بداية من 40%
- من سن 35 إلى 37 عامًا: 31%
- من سن 38 إلى 40: 21%
- من سن 41 إلى 42: 11%
- سن 43 وما فوق: 5%
الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب
يتمحور الفرق بين الحقن المجهري وأطفال الأنابيب في كيفية تخصيب الحيوانات المنوية للبويضة، ففي أطفال الأنابيب تُترك البويضة والحيوانات المنوية في أنبوب اختبار لتخصيبها بمفردها، أما في الحقن المجهري يتم حقن الحيوانات المنوية المختارة مباشرة في البويضة.
يعد الحقن المجهري أفضل في حالة العقم المرتبط بالحيوانات المنوية، حيث يتم إعطاء الحيوانات المنوية مساعدة إضافية، كما أنه فعال في حالة انخفاض عدد الحيوانات المنوية، أو وجود خلل في شكلها أو حركتها.
أما أطفال الأنابيب تعتبر الخيار الأنسب للنساء اللواتي يبلغن من العمر 37 عامًا أو أقل، ولديهن مؤشر كتلة الجسم أقل من 30، ولديهن احتياطي جيد من المبايض.
هل عملية الحقن المجهري مؤلمة
تعتمد عملية الحقن المجهري على وجود كمية كافية من الحيوانات المنوية، والتي يمكن الحصول عليها بشكل طبيعي أو بالجراحة المجهرية، وذلك باستخدام إبرة دقيقة للحصول على الحيوانات المنوية من الخصيتين.
على الرغم من أن سحب الحيوانات المنوية بالإبرة هو إجراء مباشر يتم إجراؤه تحت التخدير، إلا أنه قد يسبب ألم وتورم طفيف جدًا.
أما عملية استخراج البويضات غير مؤلمة، لأنها تتم تحت التخدير ولكن في بعض الأحيان يسبب ألم أو كدمات طفيفة.
أثناء نقل الجنين إلى الرحم عادة تكون العملية خالية من الألم ونادرًا ما تتطلب أي مسكنات، وقد تشعر بعض النساء بعدم الراحة نتيجة إدخال المنظار أو امتلاء المثانة، وهو أمر ضروري لإجراء الموجات فوق الصوتية.
تجربتي مع الحقن المجهري بالتفصيل
يمكن توضيح تجربة لحالة تمكنت من الحمل وإنجاب طفل بواسطة الحقن المجهري بشيء من التفصيل، فيما يلي:
تقول صاحبة التجربة إنها مرت بعدة مراحل أثناء عملية الحقن المجهري، وكل خطوة لها شعور مختلف، على النحو التالي:
أولا: الحقن بالهرمونات لتحفيز المبايض لزيادة عدد البويضات التي يصنعها جسدي عادةً لمدة 10-12 يومًا كانت هذه الخطوة صعبة للغاية، وكان من المؤلم حقن نفس المنطقة يوميًا، كما شعرت أيضًا بالانتفاخ الشديد من الأدوية.
ثانيا: التخدير لسحب البويضات، وبالرغم من قلقي الدائم إلا أنني لم أشعر بأي ألم، وبعدها تم التلقيح، وانتظرنا عدة أيام حتى ينمو الجنين، ثم حدد الطبيب موعدًا لنقل الجنين.
تستكمل حديثها، قائلة: “كانت إحدى مشكلاتي هى بطانة الرحم، فقد استغرق الأمر بعض الوقت حتى تبدو البطانة مناسبة لإعادة الجنين”
تتابع: “لم تكن مرحلة نقل الجنين إلى الرحم سهلة جدًا، ولكنها سريعة جدًا، حيث استغرقت حوالي 15 دقيقة، وبعد ذلك انتظرت عدة أسابيع لمعرفة نتائج الحمل”، مضيفة: “أجريت 7 عمليات حقن مجهري، ثلاثة منها كانت للأسف حالات إجهاض، وثلاثة لم تنجح، وأخيرًا حملت في عملية الحقن السابعة ورزقت بإبني.”