الثعلبة من أمراض المناعة الذاتية حيث تهاجم المناعة بصيلات الشعر مسببة تساقطه، ويختلف شكلها وأماكن تواجدها حسب نوعها، إليك أنواعها وأسبابها وطرق علاجها وكيفية منع انتشارها، فيما يلي.
ما هي الثعلبة؟
الثعلبة Alopecia هى حالة من حالات اضطراب المناعة الذاتية التي تصيب بصيلات الشعر، حيث يتساقط شعر الرأس وأماكن مختلفة من الجسم، وتتأثر به الإناث بمعدلات أعلى من الذكور.
أنواع الثعلبة
تتعدد أنواع الثعلبة وأشكالها، ويتم توضيحها فيما يلي:
- الثعلبة البقعية
حالة من أمراض المناعة الذاتية تؤدي إلى تساقط الشعر، وتظهر على هيئة بقع دائرية أو بيضاوية على فروة الرأس أو في أماكن أخرى من الجسم ينمو فيها الشعر، مثل اللحية أو الحاجبين أو الرموش.
تشمل أنواع الثعلبة البقعية ما يلي:
- الثعلبة البقعية Patchy Alopecia Areata
- الثعلبة الكاملة Alopecia Totalis
- الثعلبة العالمية Alopecia Universalis
- الثعلبة الباربية Alopecia Barbae
- الثعلبة المنتشرة Diffuse Alopecia Areata
- الثعلبة Alopecia Ophiasis
- الثعلبة الأندروجينية (الصلع)
هى تساقط الشعر عند الذكور بنمط محدد، بينما عند النساء يصبح الشعر أرق في جميع أنحاء الرأس بدلًا من التساقط من الصدغ.
- الثعلبة الندبية
مجموعة من الحالات التي تدمر بصيلات الشعر وتستبدلها بنسيج ندبي، وتسبب تساقط الشعر بشكل دائم. في هذه الحالة يبدأ تساقط الشعر في منتصف فروة الرأس وينتشر ببطء إلى الخارج.
- الثعلبة التي يسببها العلاج الكيميائي (CIA)
تحدث عندما يتساقط الشعر بعد العلاج الكيميائي، وهو أحد أكثر الآثار الجانبية المؤلمة بشكل واضح لعقاقير العلاج الكيميائي التي يتم تناولها.
- الثعلبة الليفية الأمامية (FFA)
نوع من الثعلبة الندبية، حيث يتم تدمير بصيلات الشعر واستبدالها بنسيج ندبي، كما يتساقط الشعر عند مقدمة فروة الرأس، ويمكن أن يؤثر أيضًا على الحاجبين.
- الحزاز المسطح (الثعلبة الندبية)
نوع ثاني من الثعلبة الندبية، وتظهر بقع من فروة الرأس، وغالبًا تظهر على الجانبين والأمام وأسفل مؤخرة فروة الرأس.
- ثعلبة الشد
تحدث عندما يتساقط الشعر بسبب تسريحات الشعر الضيقة أو كريمات الفرد أو الوصلات.
- نتف الشعر
حالة نفسية، حيث لا يمكن التوقف فيها عن نتف الشعر، ما يؤدي إلى تساقطه، وتعد الأماكن الأكثر شيوعًا التي يسحب الناس منها الشعر فروة الرأس والحواجب والرموش.
سبب مرض الثعلبة
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى داء الثعلبة وتساقط الشعر، نوضحها فيما يلي:
- سبب وراثي: ترتبط الثعلبة عادة بالشيخوخة والعوامل الوراثية والتغيرات في هرمون التستوستيرون، كما تظهر على حوالي 80٪ من الرجال علامات الثعلبة في سن 70 عامًا.
- الضغط الجسدي أو العاطفي: قد يتسبب الإجهاد البدني أو العاطفي في تساقط نصف إلى ثلاثة أرباع شعر فروة الرأس، حيث يميل الشعر إلى التساقط على شكل حفنات عند غسله بالشامبو أو تمشيطه.
- الأدوية مثل: الريتينويد وحبوب منع الحمل وحاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم وبعض مضادات الاكتئاب ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل: الإيبوبروفين.
- مشاكل الغدة الدرقية: فهي غدة تتحكم في الهرمونات المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي، ويمكن أن يؤدي كل من انخفاض نشاط الغدة الدرقية وفرط نشاطها إلى الإصابة بالثعلبة.
علاوة على ذلك، هناك أسباب أخرى للثعلبة، تتمثل في:
- الإصابة بحمى شديدة أو عدوى شديدة
- الولادة
- جراحة كبرى
- مرض خطير
- نزيف مفاجئ للدم
- الحميات الغذائية القاسية، خاصة التي لا تحتوي على كمية كافية من البروتين
- نتف الشعر المستمر
- فرك فروة الرأس
- العلاج الإشعاعي
- ورم المبيض أو الغدة الكظرية
- تسريحات الشعر التي تضغط بشدة على بصيلات الشعر
- الالتهابات البكتيرية في فروة الرأس
هل الثعلبة معدية
الثعلبة ليست معدية، لأنها مرض مناعي لا يسببه أي فيروس أو بكتيريا، وبالتالي لا يمكن أن تكون معدية للآخرين أو حتى لأجزاء أخرى من الجسم.
الثعلبة عند النساء
يعاني حوالي ثلث النساء من الثعلبة في وقت ما من حياتهن، وغالبًا يكون لتساقط الشعر عند النساء تأثير أكبر مقارنة بالرجال، لأنه أقل قبولًا اجتماعيًا بالنسبة لهم، ويمكن أن يؤثر بشدة على صحة المرأة النفسية ونمط حياتها.
تبدأ الثعلبة عند النساء بترقق تدريجي في الشعر، يليه زيادة تساقطه المنتشر من أعلى الرأس، ولكن نادرًا ما يصبن بالصلع.
تصاب المرأة بداء الثعلبة عادة نتيجة للأسباب التالية:
- تسريحات الشعر التي تسحب الشعر مثل ذيل الحصان الضيق أو الضفائر المشدودة.
- نقص الفيتامينات
- الرجيم
- تقصف الشعر
- تقدم في العمر
- الضغط العاطفي
- تناول أدوية ضغط الدم وأدوية النقرس والجرعات العالية من فيتامين أ
علاج الثعلبة نهائيا
لا يوجد حاليًا علاج نهائي للثعلبة، ولكن توجد بعض العلاجات التي يمكن أن يقترحها الأطباء للمساعدة في إعادة نمو الشعر بسرعة أكبر.
في حالة الإصابة بداء الثعلبة منذ أقل من عام، فقد يوصي طبيب الأمراض الجلدية بالانتظار والترقب، لأنه من الممكن أن ينمو الشعر من جديد، ما يجعل العلاج غير ضروري.
عندما يصبح العلاج ضروريًا، يراعي طبيب الأمراض الجلدية العديد من العوامل، مثل: العمر، ومقدار تساقط الشعر.
من أهم خيارات العلاج المتاحة للتخلص من الثعلبة، ما يلي:
- الستيرويدات القشرية أو الستيرويد
هى أدوية تستخدم بشكل شائع لعلاج داء الثعلبة، حيث تمنع هجوم الجهاز المناعي على بصيلات الشعر.
يمكن حقن هذه الأدوية في الجلد بإبرة، أو وضعها على الجلد موضعيًا، أو تناولها عن طريق الفم، ومنها على سبيل المثال:
- حقن الكورتيكوستيرويدات
يحقنها الطبيب مباشرة في المناطق الموجودة على الجلد الخالية من الشعر أو التي يكون الشعر فيها رقيقًا، وتستخدم في العيادات لعلاج المرضى الذين يعانون من تساقط غير مكتمل ومستقر نسبيًا.
يتم إعطاء الحقن بشكل عام كل شهر إلى شهرين، وقد يضع الطبيب كريم مخدر على الجلد قبل الحقن.
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية
تأتي في مستويات قوة وأشكال مختلفة، مثل المحاليل والكريمات والغسول والمراهم والشامبو.
يتم تطبيقها، غالبًا، يوميًا على منطقة تساقط الشعر وتستخدم للمرضى الذين يعانون من داء الثعلبة والذين لا يستطيعون تحمل حقن الكورتيكوستيرويدات.
- الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم
يتم وصف الكورتيكوستيرويدات عن طريق الفم، مثل بريدنيزون، أحيانًا لفترة قصيرة من الوقت للمرضى الذين يعانون من تساقط الشعر الشديد أو السريع.
بشكل عام، لا ينصح باستخدام الكورتيكوستيرويد لفترات طويلة بسبب الآثار الجانبية الخطيرة التي تسببها.
- مينوكسيديل Minoxidil
يعرف أيضًا باسم العلامة التجارية Rogaine، يمكن أن يساعد في تحفيز نمو الشعر، ويتم تطبيقه مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، كما أنه مفيد لفروة الرأس ومنطقة اللحية والحواجب.
- أنثرالين Anthralin
يمكنك تطبيق هذا الدواء على المناطق الصلعاء، وتركه على الجلد فترة ثم غسله، ويمكن استخدام مينوكسيديل معه أيضًا للحصول على أفضل النتائج.
في حالة تساقط الرموش نتيجة الثعلبة يفضل استخدام بيماتوبروست Bimatoprost أو الأدوية المشابهة.
يُذكر أن بيماتوبروست دواء متاح بوصفة طبية معتمد لعلاج نوع من الجلوكوما وارتفاع ضغط العين، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه أيضًا لمساعدة الرموش على النمو لفترة أطول.
من ناحية أخرى، إذا تسبب داء الثعلبة في تساقط الشعر على نطاق واسع أو بشكل كامل على فروة الرأس فقد يتم الاعتماد على الوسائل العلاجية التالية:
- العلاج المناعي الموضعي
الهدف من هذا العلاج هو تغيير نظام المناعة بحيث يتوقف عن مهاجمة بصيلات الشعر، وقد استخدم هذا العلاج لأكثر من 30 عامًا لعلاج داء الثعلبة المنتشر، ووجد الأطباء أن حوالي 60٪ إلى 70٪ من المرضى تم إعادة نمو الشعر لديهم.
يحتاج المريض إلى الذهاب إلى طبيب الجلدية أسبوعيًا لتلقي العلاج، ومن المهم الالتزام بكل موعد، حيث يمكن أن تتسبب المواعيد الفائتة في توقف العلاج عن مفعوله، ما يؤدي إلى تساقط الشعر مجددًا.
كيف توقف انتشار الثعلبة
عند الإصابة بداء الثعلبة يجب اتباع بعض العادات لمنع انتشار تساقط الشعر كما يلي:
- الابتعاد عن غسل الشعر كثيرًا.
- عدم استخدام مواد كيميائية أو صبغات لتغيير الشعر.
- عدم استخدام أدوات تصفيف الشعر بالحرارة.
- الابتعاد عن استخدام فرشاة ذات شعيرات خشنة.
- تجنب تسريحات الشعر التي تشد فروة الرأس بشدة مثل ذيل الحصان والكعك والضفائر.
- تقليل التوتر، حيث تزداد أعراضها في الأوقات التي تعاني فيها من مستويات عالية من التوتر.
- الانتظام في العلاج بالجرعات المحددة.
- إجراء فحص الدم لتحديد العناصر الغذائية التي قد يحتاجها المريض أكثر في النظام الغذائي، بالإضافة إلى عدم الإفراط في تناول أحد العناصر الغذائية أو المعادن حتى لا تؤدي إلى تفاقم تساقط الشعر.
هل مرض الثعلبة خطير
الثعلبة ليست خطيرة ولا تهدد الحياة ولا تسبب ألمًا جسديًا، ورغم ذلك الآثار النفسية والاجتماعية لتساقط الشعر يمكن أن تكون صعبة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني مرضى الثعلبة من أعراض مرتبطة بتساقط الشعر، مثل زيادة تهيج العين أو الأنف بعد فقدان الرموش أو شعر الأنف.