فوائد التبرع بالدم وأهم النصائح قبل وبعد التبرع والاحتياطات

التبرع بالدم من الإجراءات المنقذة للحياة والمفيدة لكل من المتلقي والمتبرع، ولكن غير مسموح به لكل الأشخاص، ويمكنك متابعة القراءة للتعرف على فوائده والحالات الممنوعة من هذا الإجراء، فضلًا عن أهم النصائح التي يجب مراعاتها قبل وبعد التبرع.

فوائد التبرع بالدم

هناك العديد من الفوائد الصحية للمتبرع بالدم، يمكن توضيحها فيما يلي:

  • الكشف عن مشاكل صحية محتملة

يمكن أن يكون التبرع بالدم طريقة لمراقبة صحة القلب والأوعية الدموية، حيث يتلقى المتبرع فحصًا جسديًا صغيرًا قبل سحب الدم، وذلك بفحص النبض وضغط الدم ودرجة حرارة الجسم والهيموجلوبين إلى غير ذلك. 

على سبيل المثال، إذا كان مستوى الحديد في الدم منخفضًا جدًا، لن يتم سحب الدم ومن المفترض إخبار المتبرع بذلك للعلاج.

  • التقليل من مخازن الحديد الضارة

يعاني بعض الأشخاص من حالة تسمى داء ترسب الأصبغة الدموية (hemochromatosis)، ومعظمهم لا يعرفون ذلك، وهو مرض يتسبب في زيادة الحديد.

إزالة خلايا الدم الحمراء عن طريق التبرع بالدم هو العلاج الأفضل للمرضى الذين يعانون من زيادة الحديد في الدم.

  • التقليل من خطر الإصابة بنوبة قلبية

يؤدي التبرع بالدم مرة واحدة على الأقل في العام إلى تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 88 %، وفقًا لدراسة أجرتها مجلة أمريكية لعلم الأوبئة.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المستويات العالية من الحديد في الدم على تقييد الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية، وبالتالي التخلص من رواسب الحديد الزائدة عن طريق التبرع بالدم يمنح الأوعية الدموية مساحة أكبر للعمل.

  • التقليل من خطر الإصابة بالسرطان

أثبتت بعض الأبحاث انخفاض خطر الإصابة بالسرطان للمتبرعين بالدم المصابين بأمراض مختلفة، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية.

  • الحفاظ على صحة الكبد

ربطت الأبحاث بين زيادة الحديد وبين الكبد الدهني غير الكحولي والتهاب الكبد الوبائي وأمراض والتهابات الكبد الأخرى، حيث يمكن للتبرع بالدم أن يساعد في تخفيف بعض مخزون الحديد وتجنب المشاكل الإضافية في الكبد.

  • تحسن الحالة النفسية

الخروج لفعل شيء جيد لشخص آخر له آثار إيجابية على النفس. أثبتت الدراسات في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا أن التطوع يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب والشعور بالوحدة.

الممنوعين من التبرع بالدم

لا يمكن للجميع التبرع بالدم، حيث توجد بعض الحالات التي تمنع الشخص من ذلك، منها:

  • وجود وشم أو ثقب في الجسم (حظر لمدة عام)
  • الوخز بالإبر (حظر لمدة عام)
  • ملامسة دم شخص آخر 
  • السفر إلى منطقة قد تعرض الشخص لخطر الإصابة بالملاريا، أو أصيب بها بالفعل.
  • العلاج من مرض الزهري  syphilis أو السيلان gonorrhea، وفي هذه الحالة يجب الانتظار لمدة عام.
  • ظهور أعراض الأنفلونزا أو أعراض شبيهة بالبرد في يوم التبرع بالدم.
  • تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم خلال الأيام السبعة الماضية.
  • الحمل
  • المصابون بالسرطان (حظر لمدة 5 إلى 10 سنوات) 
  • فيروس زيكا، وفيروس الإيبولا، وحمى الضنك، وفي هذه الحالات يجب الانتظار أربعة أسابيع قبل التبرع.

ماذا يحدث للجسم بعد التبرع بالدم

يتعرض الجسم لبعض التأثيرات قصيرة المدى بعد التبرع بالدم، نوضحها فيما يلي:

  • في الأيام التي تلي التبرع بالدم يتلقى نخاع العظام رسالة بأن مستويات الأكسجين الكلية أقل بسبب فقدان كريات الدم الحمراء، وبالتالي زيادة إنتاج الخلايا الجذعية، التي تصبح في النهاية إما خلايا حمراء أو خلايا بيضاء أو صفائح دموية.
  • قد يعاني بعض المتبرعين من الدوخة أو التعب أو الغثيان بسبب فقدان الحديد والماء المرتبط بالغياب المفاجئ لمكونات الدم، ولكن تمر هذه الأعراض بسرعة مع تجديد المخزون.

محظورات بعد التبرع بالدم

لا يؤثر التبرع بالدم، عادة، على الروتين اليومي للشخص، ومع ذلك يمكن أن يحد مما يمكن القيام به بعد التبرع مباشرة.

يعني فقدان خلايا الدم الحمراء أن هناك كمية أقل من الأكسجين المنتشر في الجسم، وبالتالي يجب على الشخص تجنب الأنشطة الشاقة للغاية بعد التبرع مباشرة، وقد يشمل ذلك:

  • أعمال يدوية
  • حمل الأشياء الثقيلة
  • تمارين القلب
  • أي أنشطة ترفع معدل ضربات القلب.

يمكن لأي شخص أن يعود تدريجيًا لممارسة التمارين ورفع الأشياء الثقيلة بعد 24 ساعة من التبرع بالدم.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب شرب الكحول خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد التبرع.

نصائح قبل التبرع بالدم

يجب اتباع بعض التعليمات والنصائح قبل التبرع بالدم للحفاظ على توازن الجسم وعدم التعرض لأي تعب، وهى:

  • تناول الطعام بانتظام: يساعد تناول الطعام بانتظام قبل التبرع بالدم في الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم، وبالتالي عدم الشعور بالدوار بعد التبرع.
    يحب أن يحتوي النظام الغذائي على أطعمة غنية بالحديد، مثل اللحوم والخضروات ذات الأوراق الخضراء، حيث يحافظ ذلك على الشعور بالتحسن أثناء التبرع وبعده.
  • شرب السوائل: نسبة كبيرة جدًا من الدم الذي يتم التبرع به من الماء، ويمكن أن تسبب السوائل التي تفقدها أثناء التبرع انخفاضًا في ضغط الدم، ما يسبب الشعور بالإغماء والدوار، لذلك يجب الحرص على شرب 500 مل من الماء على الفور قبل التبرع.
    من المهم أيضًا شرب كمية كافية من الماء في الأيام التي تسبق التبرع بالدم، حيث يساعد ذلك على إعادة مستويات حجم الدم إلى طبيعتها.
  • تجنب الكحول: قبل التبرع بالدم وبعده لأن ذلك قد يؤخر الشفاء.
  • راحة الجسم: يفضل تجنب القيام بأي تمرين شاق أو حمل أشياء ثقيلة في يوم التبرع بالدم أو قبله، لأنه من المهم الحفاظ على الجسم في حالة راحة لمنحه فرصة لتجديد السوائل المفقودة أثناء التبرع، ما يساعد على تجنب الشعور بالدوار.
    يمكن ممارسة التمارين الخفيفة، مثل المشي.
  • ارتداء ملابس فضفاضة: يحتاج الممرضون إلى رفع كم الملابس لبعد المرفق للوصول بسهولة إلى العروق وسحب الدم، لذلك يفضل ارتداء ملابس بأكمام فضفاضة لتسهيل عملية سحب الدم.
  • أخذ قسط كافي من النوم: يفضل نوم ليلة كاملة لمدة تتراوح بين 7 إلى 9 ساعات في الليلة السابقة للتبرع بالدم، حيث يساعد ذلك على الشعور بمزيد من اليقظة عند التبرع، ما يقلل بدوره من خطر الشعور بالتعب أو الدوران.

سلبيات التبرع بالدم

من المؤكد أن فوائد التبرع بالدم أكثر من أضراره، ولكن قد تحدث بعض الآثار الجانبية الطفيفة، والتي تشمل ما يلي:

  • كدمات

تعد الكدمات من الأعراض الشائعة بين المتبرعين، لأن الإبرة تظل في الذراع لمدة 10 دقائق تقريبًا، أو طوال فترة التبرع بالدم.

تتراوح الكدمات من اللون الأصفر إلى الأزرق إلى الأرجواني، وعادة تكون خفيفة إلى معتدلة، ولا تدعو للقلق.

لتخفيفها، يوصى بوضع كمادات باردة على المنطقة المصابة كل عدة ساعات لبضع دقائق قليلة خلال اليوم الأول من التبرع بالدم.

  • استمرار النزيف

عند الانتهاء من التبرع بالدم يتم وضع ضمادة على موقع الإبرة، لإيقاف تدفق الدم من الوريد.

يستمر النزيف لعدة ساعات في بعض الأحيان، وفي هذه الحالة يجب الضغط على مكان الإبرة وإبقاء الذراع مرفوعًا فوق مستوى القلب لمدة 3 إلى 5 دقائق، وإذا لم يتوقف النزيف يجب استشارة الطبيب.

  • الدوخة والغثيان

في حالة الشعور بالدوار أو الغثيان بعد عدة ساعات من التبرع بالدم، يجب أن يستلقي الشخص ثم يرفع قدميه حتى يبدأ في الشعور بالتحسن، وإذا استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة يجب استشارة الطبيب.

Photo of author

فهد المطيري

دكتور صيدلي حاصل على بكالوريوس الصيدلية الإكلينيكية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أضف تعليق