التثدي من المشاكل الشائعة لدى الرجال، التي تسبب لهم إحراجًا شديدًا، بالإضافة إلى الألم في بعض الأحيان، ونستعرض أهم أسبابه، بالإضافة إلى درجاته وأفضل الطرق العلاجية للتخلص منه.
ما هو التثدي؟
التثدي هو تضخم في النسيج الغدي للثدي عند الرجل، ويكون شائعًا خلال فترة الرضاعة والبلوغ وفي منتصف العمر للرجال الأكبر سنًا.
يحدث التثدي في أغلب الأحيان نتيجة خلل في هرموني الأستروجين والتستوستيرون، ويمكن أن يؤثر في أحد الثديين أو كليهما.
أسباب التثدي
يصاب الرجال بالتثدي نتيجة أسباب متعددة، ومن أهمها:
- خلل هرموني
يمكن أن يحدث بسبب عدم التوازن بين هرموني التيستوستيرون و الأستروجين، فمن الطبيعي أن ينتج جميع الرجال بعضًا من هرمون الاستروجين المسئول عن نمو أنسجة الثدي، ولكن عادة يكون لديهم مستويات أعلى من هرمون التيستوستيرون، والذي يوقف هرمون الاستروجين من التسبب في نمو أنسجة الثدي.
عند حدوث أي خلل في توازن هذه الهرمونات في الجسم، سواء بزيادة نسبة هرمون الاستروجين أو نقص هرمون التيستوستيرون عن المعدل الطبيعي، قد يؤدي ذلك إلى نمو ثدي الرجل.
لا يكون سبب هذا الخلل معروفًا في بعض الأحيان.
- السمنة
تعد السمنة المفرطة سببًا شائعًا للتثدي عند الرجال، لأن زيادة الوزن يمكن أن تزيد من مستويات هرمون الاستروجين، ما قد يؤدي إلى نمو أنسجة الثدي. يمكن أن تؤدي الدهون الزائدة المصاحبة لزيادة الوزن أيضًا إلى تضخم أنسجة الثدي.
- الأطفال حديثي الولادة
يمكن أن يظهر التثدي في الأطفال حديثي الولادة، لأن هرمون الإستروجين يمر عبر المشيمة من الأم إلى الطفل، ولكنه مؤقت ويختفي بعد أسابيع قليلة من ولادة الطفل.
- البلوغ
تحدث بعض الاضطرابات في الهرمونات، أحيانًا، خلال فترة البلوغ، وإذا انخفض مستوى هرمون التستوستيرون يمكن أن يتسبب الإستروجين في نمو أنسجة الثدي.
يعاني العديد من المراهقين من درجة معينة من تضخم الثدي، وعادة تختفي مع التقدم في السن وتصبح مستويات الهرمونات لديهم أكثر استقرارًا.
- كبار السن
ينتج الرجال كمية أقل من هرمون التستوستيرون مع تقدمهم في العمر، كما يميل الرجال الأكبر سنًا أيضًا إلى زيادة الدهون في الجسم، وهذا يمكن أن يتسبب في إنتاج المزيد من هرمون الاستروجين، وبالتالي زيادة نمو أنسجة الثدي.
- أسباب أخرى
توجد بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التثدي، ولكنها أقل شيوعًا، مثل:
- الآثار الجانبية للأدوية مثل: الأدوية المضادة للقرح أو أدوية أمراض القلب
- العقاقير المحظورة مثل الحشيش
- تعاطي الكحول
- الفشل الكلوي أو أمراض الكبد
- متلازمة كلاينفيلتر Klinefelter syndrome
- عدوى في الخصيتين
درجات التثدي عند الرجال
يتم تصنيف التثدي إلى أربع درجات أساسية تبعًا للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، كما يلي:
- الدرجة الأولى خفيف جدًا: تسمى هذه المرحلة أحيانًا باسم “الحلمة المنتفخة”، إذ يحدث تضخم صغير في منطقة الحلمة بدون زيادة في الجلد أو تمدده.
- الدرجة الثانية خفيف إلى مرتفع: تضخم متوسط للثدي، وقد يتكون من أنسجة دهنية أو أنسجة غدية أو مزيج من كليهما دون زيادة أو تمدد للجلد.
- الدرجة الثالثة تثدي مرئي: يشبه تضخم الثدي المتوسط، ولكن يلاحظ زيادة أو تمدد في الجلد.
- الدرجة الرابعة تثدي شديد: يحدث تضخم كبير للثدي وترهل للجلد، ويشبه ثدي النساء وغالبًا ما يُلاحظ عند الرجال كبار السن عندما تسوء جودة الجلد.
من هو الطبيب المختص في علاج التثدي عند الرجال
أفضل طبيب يعالج التثدي هو جراح التجميل، ولكن يجب عند اختيار الجراح المناسب لعلاج التثدي جراحيا التأكد من تخصصه في إجراء تجميل الثدي.
اختبار التثدي عند الرجال
قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات، لتشخيص التثدي ومعرفة أسبابه، وتشمل عادة ما يلي:
- اختبارات مستوى الهرمون: توضح مستويات هرمون التستوستيرون والاستروجين في الدم، لتحديد وجود اختلال في التوازن الهرموني بينهما من عدمه.
- اختبارات الهرمونات الأخرى: مثل LH و FSH و hCG.
- الفحص بالموجات فوق الصوتية للثدي: من الفحوصات المهمة بشكل خاص عند وجود كتلة في الثدي، حيث يمكن أن يظهر وجود دمل أو خراج أدى إلى تورم الثدي.
- اختبارات وظائف الكبد والكلى: لأن أمراض الكبد والكلى طويلة الأمد تؤدي إلى التثدي عند الرجال.
- تصوير الثدي بالأشعة: لاستبعاد سرطان الثدي.
- اختبارات أخرى: يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبارات أخرى، مثل الأشعة السينية للصدر، والتصوير المقطعي (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، إذا كان هناك شك في أن الأورام والأمراض في الأعضاء الأخرى هى السبب وراء التثدي.
- فحص الخصيتين باستخدام الموجات فوق الصوتية للخصية: لاستبعاد السرطانات والأورام.
علاج التثدي عند الرجال بالتمارين
هناك نوعان رئيسيان من التمارين لتقليل ظهور التثدي، هما:
- تمارين الكارديو للمساعدة في حرق الدهون العامة في الجسم.
- تمارين الصدر للمساعدة في زيادة حجم عضلات الصدر.
يساعد ذلك في تقليل كمية الدهون على الصدر، بالإضافة إلى المساعدة في بناء العضلات.
يمكن توضيح التمارين التي تساعد في التخلص من التثدي بشكل أكثر تفصيلًا، فيما يلي:
- المشي والجري
أبسط وأسهل طريقة لتقليل الدهون في الجسم من خلال ممارسة الرياضة هى دمج المزيد من الجري والمشي في الروتين اليومي.
يمكن أن يساعد كلًا من المشي والجري بانتظام في تقليل مؤشر كتلة الجسم (BMI)، خاصة إذا في حالة ممارستهما بانتظام.
- السباحة
شكل من أشكال تمارين الكارديو وتشمل الذراعين وعضلات الصدر، ويمكن أن يساعد التركيز على استخدام الذراعين أثناء السباحة على حرق الدهون وتحسين مظهر الصدر.
- تمرين Bench Press
من أكثر الأنشطة شيوعًا للمساعدة في بناء عضلات الصدر، ويمكن ممارسته باتباع الخطوات التالية:
- الاستلقاء على كرسي رفع الأثقال مع تعليق قضيب الأثقال حتى النظر إلى البار.
- وضع اليدين على البار بمسافة قدمين إلى ثلاثة أقدام.
- فرد الذراعين، ورفع البار عن الرف.
- إنزال البار ببطء حتى يوشك على الاقتراب من الصدر.
- رفع البار مرة أخرى حتى يستقيم الذراعين.
- تمرين الضغط
يساعد تمرين الضغط على تقوية عضلات الصدر، ويتم على النحو التالي:
- الاستلقاء على البطن مع وضع اليدين على الأرض على جانب الكتفين.
- دفع الجسم عن الأرض حتى يستقيم الذراعين، مع الحفاظ على استقامة الظهر والقدم قدر الإمكان.
- تكرار الخطوات عدة مرات.
علاج التثدي عند الرجال بدون جراحة
يعتبر إيقاف الأدوية وعلاج المشكلات الطبية أو الحالات الصحية التي تسبب التثدي لدى الرجال من الخطوات الأساسية للعلاج.
يرغب العديد من الرجال في علاج التثدي بدون إجراء جراحات تصغير الثدي، لذلك تتوفر بعض العلاجات الطبية لعلاج التثدي، ولكن لم تتم الموافقة على أي أدوية من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج التثدي.
رغم ذلك، يصف بعض الأطباء أدوية لعلاج هذه الحالة أحيانًا، وتشمل ما يلي:
- بدائل التستوستيرون: يعد استخدام بدائل التستوستيرون فعال للرجال الأكبر سنًا الذين لديهم مستويات منخفضة من الهرمون، ولكنه غير فعال للرجال الذين لديهم مستويات طبيعية من هرمون الذكورة.
- دواء كلوميفين Clomiphene: يمكن تناوله لمدة تصل إلى 6 أشهر.
- دواء تاموكسيفين (نولفاديكس): يقلل من حجم الثدي، لكنه لا يقضي تمامًا على أنسجة الثدي المتضخمة، وغالبًا يستخدم في حالات التثدي الحاد أو المؤلم.
- Danazol: مشتق اصطناعي من هرمون التستوستيرون الذي يقلل من تخليق هرمون الاستروجين من الخصيتين، ويعد من الأدوية الأقل شيوعًا في علاج التثدي مقارنة بالأدوية الأخرى.