يعاني الكثير من الأشخاص من السمنة المفرطة، وتُعدّ جراحة السمنة أحد الخيارات العلاجية الفعالة لفقدان الوزن وتحسين الصحة العامة. ومن بين أشهر أنواع جراحات السمنة عمليتي قص المعدة وتحويل المسار.
في هذا المقال، سنناقش الفرق بين عمليتي قص المعدة وتحويل المسار لمساعدة المرضى على اتخاذ قرار مستنير بشأن الخيار المناسب لهم.
1. قص المعدة (Gastric Sleeve Surgery):
- تُعدّ عملية قص المعدة من أكثر جراحات السمنة شيوعًا.
- في هذه العملية، يتم إزالة الجزء الأكبر من المعدة ليصبح على شكل أنبوب ضيق.
- يؤدي ذلك إلى تقليل حجم المعدة وبالتالي الشعور بالشبع بسرعة وتناول كميات أقل من الطعام.
مميزات عملية قص المعدة
- فعالية عالية في إنقاص الوزن على المدى الطويل.
- تحسين العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم.
- عملية جراحية أقل تعقيدًا ومدة زمنية أقصر للعملية مقارنة بتحويل المسار.
- مخاطر أقل للإصابة بمضاعفات قصيرة المدى مثل العدوى والنزيف.
عيوب عملية قص المعدة
- احتمال حدوث نقص في بعض العناصر الغذائية، مثل الحديد وفيتامين ب 12.
- خطر الإصابة بمتلازمة الإغراق، وهي مجموعة من الأعراض مثل الغثيان والتقيؤ والإسهال بعد تناول وجبات الطعام.
- احتمال إعادة اكتساب الوزن في حال عدم اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
2. تحويل المسار (Gastric Bypass Surgery):
- تُعدّ عملية تحويل المسار من أكثر جراحات السمنة فعالية في إنقاص الوزن.
- في هذه العملية، يتم إنشاء جيب صغير في الجزء العلوي من المعدة يتم توصيله مباشرة بالأمعاء الدقيقة، متجاوزًا الجزء المتبقي من المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.
- يؤدي ذلك إلى تقليل امتصاص العناصر الغذائية وبالتالي فقدان الوزن بشكل كبير.
مميزات عملية تحويل المسار
- فعالية عالية جدًا في إنقاص الوزن على المدى الطويل.
- تحسين العديد من المشاكل الصحية المرتبطة بالسمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول.
- قلة خطر الإصابة بمتلازمة الإغراق.
عيوب عملية تحويل المسار
- عملية جراحية أكثر تعقيدًا ومدة زمنية أطول للعملية مقارنة بقص المعدة.
- مخاطر أكبر للإصابة بمضاعفات قصيرة المدى مثل العدوى والنزيف.
- احتمال حدوث نقص في بعض العناصر الغذائية، مثل الحديد وفيتامين ب 12 والكالسيوم.
- خطر الإصابة بالإسهال المزمن.
- احتمال إعادة اكتساب الوزن في حال عدم اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
اختيار نوع جراحة السمنة المناسب
يعتمد اختيار نوع جراحة السمنة المناسب على العديد من العوامل، مثل:
1. مؤشر كتلة الجسم (BMI):
- عادةً ما يُنصح بتحويل المسار للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة مع مؤشر كتلة جسم 40 أو أكثر.
- بينما قد يكون قص المعدة خيارًا مناسبًا للمرضى مع مؤشر كتلة جسم بين 35 و 40.
- يُعدّ حساب مؤشر كتلة الجسم أول خطوة لتحديد نوع جراحة السمنة المناسب.
2. الحالة الصحية:
- يجب على الطبيب تقييم الحالة الصحية للمريض لتحديد ما إذا كانت هناك أي أمراض قد تُؤثر على نوع الجراحة أو تجعلها غير مناسبة.
- على سبيل المثال، قد يكون قص المعدة خيارًا أفضل للمرضى الذين يعانون من مخاطر صحية عالية مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة.
- بينما قد يكون تحويل المسار خيارًا أفضل للمرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2.
3. تفضيلات المريض:
- يجب على المريض مناقشة مزايا وعيوب كل نوع من العملية مع طبيبه الجراح وفهم المخاطر والفوائد المحتملة لكل منهما.
- يُعدّ فهم توقعات المريض من حيث فقدان الوزن وتحسين الصحة أمرًا هامًا لاختيار النوع المناسب.
- يجب على المريض أيضًا التأكد من قدرته على الالتزام بالتغييرات في نمط الحياة التي تتطلبها أي من الجراحتين.
4. الخبرة الجراحية:
- يُنصح باختيار جراح ذي خبرة واسعة في إجراء جراحات السمنة ولدي سجل حافل من النجاحات.
- يجب على المريض التأكد من أن الجراح على دراية بالمخاطر والمضاعفات المحتملة لكل نوع من العملية ويكون قادرًا على الإجابة على جميع أسئلته.
5. تكلفة العملية:
- تختلف تكلفة جراحات السمنة من دولة إلى أخرى ومن مركز طبي إلى آخر.
- يجب على المريض التأكد من أن لديه تأمينًا طبيًا يغطي تكلفة العملية أو لديه القدرة على تحمل التكاليف بنفسه.
بالإضافة إلى العوامل المذكورة أعلاه، قد يأخذ الطبيب في الاعتبار عوامل أخرى عند اختيار نوع جراحة السمنة المناسبة، مثل عمر المريض وتاريخه الطبي.
من المهم جدًا للمريض أن يناقش جميع هذه العوامل مع طبيبه الجراح قبل اتخاذ قرار بشأن نوع جراحة السمنة.
ختامًا، لا يوجد نوع واحد من جراحة السمنة يناسب الجميع. يعتمد اختيار النوع المناسب على العديد من العوامل التي يجب تقييمها بعناية مع الطبيب الجراح لضمان أفضل النتائج للمريض.