أسباب السمنة المفرطة والأعراض والمخاطر والعلاج 

السمنة المفرطة من أكثر الأمراض شيوعًا في العالم، حيث يعاني منها نسبة كبيرة جدًا من البالغين وحتى الأطفال، والتي تعرض الجسم للإصابة بالأمراض الخطيرة، نستعرض أسبابها وأعراضها والمخاطر المحتملة وكيفية العلاج فيما يلي.

ما هى السمنة المفرطة؟

السمنة المفرطة هى تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون، فهي ليست مجرد مشكلة تجميلية، بل مرض طبي مزمن يمكن أن يؤدي إلى مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، وحصى المرارة وأمراض مزمنة أخرى، كما أن السمنة عامل خطر لعدد من السرطانات.

أسباب السمنة

يكتسب الشخص وزنًا لأن الجسم يخزن الطاقة الزائدة على شكل دهون، ونوضح أكثر أسباب السمنة المفرطة شيوعًا، فيما يلي:

  • الوراثة

يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالسمنة المفرطة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني منها، ويمكن أن تؤثر الوراثة أيضًا على الهرمونات المشاركة في تنظيم الدهون. 

على سبيل المثال، نقص هرمون اللبتين أحد الأسباب الجينية للسمنة المفرطة، حيث يتحكم في الوزن عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ لتناول كميات أقل عندما يكون مخزون الدهون في الجسم مرتفعًا للغاية.

  • قلة النشاط البدني

يحرق الأشخاص الكسالى، وأصحاب النشاط البدني القليل سعرات حرارية أقل من الأشخاص النشطين. 

  • النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات البسيطة

تزيد الكربوهيدرات من مستويات الجلوكوز في الدم، والتي تحفز إفراز البنكرياس للأنسولين، ويعزز الأنسولين نمو الأنسجة الدهنية وبالتالي يمكن أن يتسبب في زيادة الوزن.

  • الإفراط في الأكل

يؤدي الإفراط في تناول الطعام إلى زيادة الوزن والإصابة بالسمنة المفرطة، خاصة إذا كان النظام الغذائي يحتوي على نسبة عالية من الدهون، حيث تحتوي الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر على الكثير من السعرات الحرارية.

  • عدد مرات تناول الطعام

لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين يتناولون وجبات صغيرة 4 أو 5 مرات يوميًا لديهم مستويات كوليسترول أقل ومستويات سكر دم أقل أو أكثر استقرارًا من الأشخاص الذين يأكلون بشكل أقل تكرارًا (وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة يوميًا)

يتم تفسير ذلك بأن الوجبات الصغيرة المتكررة تنتج مستويات مستقرة من الأنسولين، في حين أن الوجبات الكبيرة تسبب ارتفاعًا كبيرًا في الأنسولين بعد الوجبات، وبالتالي زيادة كبيرة في الوزن.

  • الأدوية

توجد بعض الأدوية المرتبطة بزيادة الوزن، مثل بعض مضادات الاكتئاب، مضادات الاختلاج والنوبات مثل: مادة كاربامازيبين، وفالبروات.

بالإضافة إلى بعض أدوية السكري، مثل الأنسولين والسلفونيل يوريا وثيازوليدين ديون، وكذلك بعض أدوية الهرمونات، مثل موانع الحمل الفموية، فضلًا عن معظم الستيرويدات القشرية مثل بريدنيزون.

  • عوامل نفسية

بالنسبة لبعض الناس، تؤثر العواطف على عادات الأكل، حيث أن كثير منهم يأكلون بشكل مفرط استجابة لمشاعر، مثل الملل أو الحزن أو التوتر أو الغضب.

  • الإصابة ببعض الأمراض

يأتي على رأسها قصور الغدة الدرقية، بالإضافة إلى مقاومة الأنسولين، وتكيس المبايض، متلازمة كوشينغ، ومتلازمة برادر ويلي.

درجات السمنة المفرطة

يعتمد الخبراء على مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد درجات السمنة المفرطة، فكلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم زاد خطر الإصابة بمشكلات صحية مرتبطة بالسمنة، كما يلي:

  • زيادة الوزن (ليس سمنة مفرطة): مؤشر كتلة الجسم 25.0 إلى 29.9
  • سمنة من الفئة الأولى (منخفضة الخطورة): مؤشر كتلة الجسم 30.0 إلى 34.9
  • سمنة من الفئة الثانية (متوسطة الخطورة): مؤشر كتلة الجسم 35.0 إلى 39.9
  • سمنة من الفئة الثالثة (عالية الخطورة):  مؤشر كتلة الجسم يساوي أو يزيد عن 40.0

أعراض السمنة المفرطة

أكثر الأعراض وضوحًا للسمنة المفرطة هى زيادة الوزن، وتوجد بعض الأعراض الأخرى، تتمثل فيما يلي:

  • صعوبة في النوم
  • توقف التنفس أثناء النوم
  • النعاس أثناء النهار
  • آلام الظهر والمفاصل
  • التعرق المفرط
  • عدم تحمل الحرارة
  • التهابات في طيات الجلد
  • إعياء
  • اكتئاب
  • الشعور بضيق في التنفس

علاوة على ذلك، توجد بعض العلامات التي تدل على زيادة الوزن والسمنة المفرطة، كما يلي:

  • علامات التمدد في الجلد
  • تورم ودوالي في الأطراف السفلية
  • مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكبر من 30 
  • محيط الخصر أكبر من 94 سم عند الرجال و88 سم عند النساء
  • ارتفاع ضغط الدم أكثر من 140/90 مم زئبق

مخاطر السمنة المفرطة

تزيد السمنة من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة الخطيرة، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، مثل:

  • مقاومة الأنسولين (IR)

حالة تقل فيها فعالية الأنسولين في نقل الجلوكوز إلى الخلايا، وخاصة الخلايا الدهنية، فهى أكثر مقاومة للأنسولين من خلايا العضلات، لذلك السمنة أحد الأسباب المهمة لمقاومة الأنسولين.

بمجرد أن يفقد البنكرياس قدرته على مواكبة إنتاج مستويات عالية من الأنسولين لمنع مقاومة الخلايا له تبدأ مستويات الجلوكوز في الدم في الارتفاع، ما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

  • ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم شائع بين البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة، كما أظهرت إحدى الدراسات أن زيادة الوزن تميل إلى زيادة ضغط الدم لدى النساء بشكل أكبر من الرجال.

  • نوبة قلبية

وجدت دراسة مستقبلية أن خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي زاد 3 إلى 4 مرات لدى النساء اللواتي كان مؤشر كتلة الجسم لديهن أكبر من 29.

  • السرطان

السمنة عامل خطر للإصابة بسرطان القولون عند الرجال والنساء، وسرطان المستقيم والبروستاتا عند الرجال، وسرطان المرارة والرحم عند النساء. 

بالإضافة إلى ذلك، ترتبط السمنة أحيانًا بسرطان الثدي، خاصة عند النساء بعد سن اليأس، حيث أن الأنسجة الدهنية مهمة في إنتاج هرمون الاستروجين، وبالتالي التعرض المطول لمستويات عالية من هرمون الاستروجين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

  • أمراض ومخاطر أخرى 

يمكن أن تؤدي السمنة المفروضة إلى مشاكل صحية أخرى، مثل:

  • فرط كوليسترول الدم
  • السكتة الدماغية (CVA)
  • حصى المرارة
  • النقرس والتهاب المفاصل النقرسي
  • هشاشة العظام (التهاب المفاصل التنكسي) في الركبتين والوركين وأسفل الظهر
  • توقف التنفس أثناء النوم
  • فشل القلب الاحتقاني

علاج السمنة المفرطة

يجب معرفة أن فقدان الوزن البسيط يمكن أن يكون مفيدًا عند علاج السمنة، فمثلًا يمكن أن يؤدي فقدان الوزن بشكل بسيط بنسبة 5٪ إلى 10٪ من الوزن الأولي، والحفاظ على المدى الطويل على فقدان الوزن إلى مكاسب صحية كبيرة، كما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم
  • انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم
  • تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 
  • انخفاض فرصة الإصابة بالسكتة الدماغية
  • انخفاض مضاعفات أمراض القلب
  • انخفض إجمالي الوفيات

يمكن علاج السمنة المفرطة بطرق مختلفة، نوضحها فيما يلي:

  • النظام الغذائي

اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على سعرات حرارية أقل يكون عادة هو الخطوة الأولى في محاولة علاج زيادة الوزن والسمنة المفرطة، ويتم ذلك باتباع ما يلي:

  • الحد من تناول الطاقة من إجمالي الدهون والسكريات.
  • زيادة استهلاك الفاكهة والخضروات، وكذلك البقوليات والحبوب الكاملة والمكسرات.
  • الإكثار من شرب المياه.
  • النشاط البدني

يعد اتباع نشاط بدني منتظم وممارسة الرياضة (60 دقيقة في اليوم للأطفال و150 دقيقة موزعة على الأسبوع للبالغين) من الطرق الفعالة في إنقاص الوزن وحرق السعرات الحرارية.

  • أدوية إنقاص الوزن

يمكن أن يصف الطبيب أدوية لعلاج زيادة الوزن والسمنة عندما لا تكفي عادات الأكل الصحي والنشاط البدني.

يجب الإلتزام بجدول الأكل الصحي والاستمرار في ممارسة النشاط البدني بانتظام أثناء تناول أدوية إنقاص الوزن.

يجب عدم تناول أي علاجات عشبية أو مكملات غذائية بدون وصفة طبية بغرض محاولة إنقاص الوزن، لأن العديد من المنتجات غير مرخصة طبيًا، ويمكن أن يكون لبعضها آثارًا جانبية خطيرة.

  • أجهزة إنقاص الوزن

يمكن أن ينصح الطبيب باستخدام أجهزة إنقاص الوزن مع العلاجات الأخرى والنظام الصحي، ومن هذه الأجهزة جهاز التحفيز الكهربائي، نظام بالون المعدة، وجهاز تفريغ المعدة.

  • التدخل الجراحي

توجد عدة أنواع من العمليات التي تساعد على إنقاص الوزن والتخلص من السمنة المفرطة، عن طريق إجراء تغييرات في الجهاز الهضمي، وتكون خيارًا مناسبًا إذا كان المريض يعاني من السمنة المفرطة ولم يكن قادرًا على إنقاص الوزن الكافي لتحسين صحته، ومن أمثلة هذه العمليات ما يلي:

Photo of author

فهد المطيري

دكتور صيدلي حاصل على بكالوريوس الصيدلية الإكلينيكية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أضف تعليق