أسباب الشفة الأرنبية وأنواعها والوقت الأنسب للجراحة

الشفة الأرنبية من التشوهات التي تصيب الأطفال حديثي الولادة أثناء فترة الحمل، وتتعدد أنواعها والأسباب التي تؤدي إلى ظهورها، إليك هذه الأسباب والأنواع بالإضافة إلى الوسائل العلاجية المتاحة ومعلومات أخرى حولها.

ما هي الشفة الأرنبية؟

الشفة الأرنبية هى انفصال بين جانبي الشفة العليا، وتظهر كفتحة ضيقة أو واسعة أو فجوة في طبقات الشفة العليا، وقد تشمل جانب واحد من الشفاه أو جانبين.

تحدث الشفة الأرنبية عندما تفشل التراكيب التي تشكل الشفة العليا في الالتحام معًا أثناء فترة نمو الطفل في الرحم، وعادة يصاحبها ما يسمى بالحنك المشقوق.

أنواع الشفة الأرنبية

توجد عدة أنواع من الشفة الأرنبية ويتم توضيحها فيما يلي:

  • الشفة الأرنبية Forme fruste

نوع خفيف من الشفة الأرنبية، وعبارة عن شق غير كامل وغير واضح، وتظهر كعلامة عمودية خفيفة تمتد من الشفة إلى الأنف.

بالرغم من أن الشق لا يكون واضحًا إلا أن هناك مشكلة في الوظيفة، وتوجد مشاكل في الأكل والشرب، بالإضافة إلى مشاكل في الكلام.

  • شق كامل من جانب واحد

يمتد الشق من الشفة إلى الأنف، وتكون الشفة مشقوقة بالكامل، ويكون هناك صعوبة في الكلام والأكل والشرب، كما أن الأنف مشوه، وتتسع فتحة الأنف، كما تكون أرضية فتحة الأنف مفقودة.

  • شق غير مكتمل من جانب واحد

يختلف هذا النوع عن الشق الكامل في أن الشق من جانب واحد مع وجود عدد من التراكيب الخاصة تأخذ الشفاه المشقوقة غير المكتملة أشكال مختلفة، أحيانًا يكون هناك فجوة صغيرة فوق الشفاه أو تمتد قليلاً إلى فتحة الأنف تقريبًا.

يتعرض الأنف لبعض التشوه، ولكنه بدرجة أقل من الشق الكامل، وقد تتسع فتحة الأنف، لكن أرضية فتحة الأنف لاتزال سليمة.

  • شقوق مكتملة على جانبي الشفاه

تؤثر الشفة المشقوقة الكاملة على جانبي الشفة الأيمن والأيسر، وتشبه النوع الثاني من الشفة الأرنبية (شق كامل من جانب واحد) ولكن من الجانبين.

  • شقوق غير مكتملة على جانبي الشفاه

عبارة عن فجوة على جانبي الشفة العليا، وتشبه الشقوق المكتملة على جانبي الشفاه باستثناء وجود بعض التراكيب الغير مشقوقة.

أسباب الشفة الأرنبية

خلال الأسبوع السادس إلى العاشر من الحمل تتجمع عادة العضلات والجلد وتراكيب الفم لتشكيل الشفة العليا، وأثناء هذه الفترة يحدث الاضطراب الذي يؤدي إلى الشفة الأرنبية، وبالتالي قد تظهر لعدة أسباب قد تتعرض لها الأم أثناء الحمل، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • عوامل وراثية
  • تناول الأدوية المضادة للنوبات
  • أدوية علاج حب الشباب التي تحتوي على Accutane 
  • الميثوتريكسات، دواء يستخدم لعلاج السرطان والتهاب المفاصل والصدفية
  • نقص فيتامين B (حمض الفوليك)
  • التدخين أثناء الحمل
  • تعاطي المخدرات
  • التعرض للفيروسات أو المواد الكيميائية أثناء وجود الطفل في الرحم.

المشاكل المرتبطة بالشفة الأرنبية

ترتبط الشفة الأرنبية عادة ببعض المشاكل الصحية، ويمكن توضيحها فيما يلي:

  • صعوبة التغذية: تحدث صعوبات في التغذية عند الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من الشفة الأرنبية، وأحيانًا يصبحون غير قادرين على الرضاعة خاصة في الشقوق الكاملة، حيث يعانون من صعوبة في الشفط بسبب الفتحة الموجودة بين الفم والأنف.
  • نمو الأسنان بشكل غير طبيعي: قد تؤثر الشفة الأرنبية على نمو الأسنان، ويتأثر نموها حسب نوع الشفة الأرنبية، فتكون بعض الأسنان مفقودة أو صغيرة أو زائدة أو معوجة.
  • مشاكل في النطق: لا يستطيع الطفل نطق بعض الحروف أو التحدث بشكل طبيعي.

العمر المناسب لعملية الشفة الأرنبية

يتم إجراء جراحة إصلاح الشفاه عادة عندما يبلغ الطفل من 3 إلى 6 أشهر من العمر، أو حسب ما يراه الطبيب المعالج، الذي يمكنه تحديد الوقت الأمثل لإجراء الجراحة حسب حالة كل طفل.

علاج الشفة الأرنبية

الهدف من علاج الشفة الأرنبية هو استعادة مظهر ووظيفة الشفاه الطبيعية، لذلك تعتمد الخطوة الأولى من العلاج على إجراء العملية الجراحية، حيث يتم في معظم الحالات إعادة ترتيب الأنسجة في المنطقة حول الشق لإغلاق الفتحة، وأيضًا يتم فصل عضلة الشفة وإعادة وضعها لإعادة تكوين العضلة الكاملة حول الفم.

أثناء العملية الجراحية يخضع الطفل للتخدير العام، ويتم إصلاح الشفة المشقوقة وإغلاقها بالغرز، وتستغرق العملية عادة من ساعة إلى ساعتين.

يبقى معظم الأطفال في المستشفى لمدة يوم إلى يومين، وتُزال الغرز بعد أيام قليلة، أو قد تذوب من تلقاء نفسها.

يكون للطفل ندبة خفيفة، وتتلاشى وتصبح أقل وضوحًا بمرور الوقت.

قبل إجراء العملية الجراحية يمكن استخدام العديد من التقنيات الغير جراحية لتحسين نتائج إصلاح الشفة بعد الجراحة، وتغير بشكل كبير شكل شفة وأنف وفم الطفل، مثل:

  • نظام لصق الشفاه: يعمل على تضييق الفجوة في الشفة المشقوقة لدى الطفل.
  • مصعد الأنف: للمساعدة في تشكيل الشكل الصحيح لأنف الطفل.
  • جهاز التشكيل الأنفي السنخي (NAM): للمساعدة في تشكيل أنسجة الشفاه في وضع أكثر ملاءمة استعدادًا لإصلاح الشفاه.

من أهم الإجراءات اللازم مراعاتها هو استشارة طبيب الأطفال حول وضع الطفل على ثدي الأم لمساعدته على الرضاعة، أو استخدام نوع خاص من الرضاعة الصناعية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب الإهتمام بعلاج النطق، بالاعتماد على معالج النطق واللغة أثناء فترة الطفولة لمساعدة الطفل على التعامل وحل المشاكل.

علاوة على ذلك، من المحتمل أن يحتاج الطفل إلى تقويم الأسنان، لتحسين محاذاتها ومظهرها، ويمكن أن يشمل ذلك جهاز التقويم أو أجهزة طب الأسنان الأخرى.

ما بعد عملية الشفة الأرنبية

من الضروري معرفة طريقة التعامل الصحيح مع الطفل بعد إجراء عملية الشفة الأرنبية، والاحتياطات اللازم اتخاذها لحمايته من أي مضاعفات قد تؤثر على فترة الشفاء أو تعرضه لمزيد من العمليات الجراحية، لذلك يفضل اتباع ما يلي:

  • لا ينصح بوجود أي شيء صلب في فم الطفل حتى تلتئم الشقوق الجراحية.
  • يمنع استخدام الشوك أو أي أدوات أخرى مشابهة، لأنها يمكن أن تلحق الضرر بالجرح. 
  • بعد كل رضعة، يفضل إعطاء الطفل حوالي 5 إلى 15 مللتر من الماء، حيث يؤدي استخدام الماء إلى تطهير المنطقة والمساعدة في إزالة الطعام، وبالتالي منع الإصابة بعدوى.
  • يفضل احتضان الطفل بحرص لمنعه من اصطدام الشفاه والأنف بكتف الأم حتى يشفى تمامًا.
  • يجب عدم نوم الطفل على الوجه. 
  • يجب عدم استخدام اللهايات، لأنها تسبب التهاب في مكان الجراحة.
  • يجب مراقبة الطفل لمنع اقتراب يده من مكان الجرح.
  • استخدام المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب المعالج بانتظام لمنع العدوى.
  • يعد الحفاظ على نظافة الشقوق والخيوط الجراحية للطفل من الأمور المهمة للغاية في منع العدوى.
  • يوصي بالتنظيف باستخدام محلول ملحي عادي أو بيروكسيد الهيدروجين نصف القوة، خاصة في حالة وجود القشرة حول الجرح والخيوط. 
  • عند استخدام بيروكسيد الهيدروجين نصف القوة يجب التأكد من شطفه بالماء العادي أو محلول ملحي بعد ذلك، حيث يمكن أن يقتل الخلايا السليمة وكذلك الجراثيم ويكون مهيجًا لجلد الطفل إذا لم يتم شطفه.
  • يوصى باستخدام مرهم مضاد حيوي، مثل باسيتراسين bacitracin أو نيوسبورين Neosporin، والذي يتم وضعه على الشق بعد تنظيف الجلد وإتاحة الوقت الكافي حتى يجف المكان.
  • يمكن استخدام مسكن للآلام لا يستلزم وصفة طبية، مثل اسيتامينوفين  (تايلينول Tylenol)
  • يجب عدم استخدام الإيبوبروفين (أدفيل Advil) دون إذن من الطبيب.
  • لا ينصح باستخدام الأسبرين للأطفال لأنه يمكن أن يسبب متلازمة راي.
Photo of author

فهد المطيري

دكتور صيدلي حاصل على بكالوريوس الصيدلية الإكلينيكية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أضف تعليق