هل العدسات الطبية ونظارة القراءة وشاشة الجوال تضعف النظر؟

العدسات الطبية ونظارة القراءة وشاشة الجوال من أكثر الأشياء الأساسية التي يصعب الاستغناء عنها بشكل نهائي، لكن تكثر الأقاويل حول دورهم في ضعف البصر، فهل يمكن أن يؤدي استخدامهم المتكرر إلى ذلك حقًا؟ نحاول توضيح ذلك فيما يلي.

هل العدسات الطبية تضعف النظر

يبحث  الكثير عن الإجابة عن تساؤل هل العدسات الطبية ونظارة القراءة وشاشة الجوال تضعف النظر؟

بالنسبة إلى العدسات، تحديدًا العدسات الطبية، الجواب بكل بساطة هو لا.

تعد العدسات اللاصقة الطبية خيارًا صحيًا تمامًا لمن يعانون من جميع أنواع الإعاقات البصرية، بغض النظر عن كبار السن أو الشباب.

أجريت بعض الدراسات لمعرفة مدى وجود علاقة بين ارتداء العدسات الطبية، وتدهور النظر. 

تم إجراء الدراسة على مجموعة من 484 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 8 و 17 عامًا تم تشخيصهم إكلينيكيًا بأنهم يعانون من قصر النظر لمحاولة تحديد ما إذا كانت العدسات الطبية قد ساهمت في زيادة قصر نظر هؤلاء الأطفال.

استمرت الدراسة لمدة ثلاث سنوات، وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، وتم إعطاء نصفهم نظارات لارتدائها طوال مدة المشروع البحثي بينما أُعطي الأطفال الآخرين العدسات اللاصقة الطبية.

في نهاية الدراسة تم قياس مدى تدهور قصر النظر في كل طفل، وتبين أنه لا يوجد فرق كبير في تطور قصر النظر بين هؤلاء الأطفال الذين كانوا يرتدون العدسات اللاصقة والذين يرتدون النظارات.

لذلك، طالما أن الشخص يحافظ على نظافة العدسات ويستخدمها بشكل صحيح، فلا يوجد داعي للخوف من استخدام العدسات الطبية.

يوجد بعض النصائح التي يجب اتباعها عند ارتداء النظارات الطبية لتجنب التأثير الضار على العين، هى:

  • يفضل عدم ارتداء العدسات الطبية لفترة طويلة أكثر من 10 ساعات في كل مرة، ومن الأفضل الاحتفاظ بزوج من النظارات في متناول اليد، وذلك لإراحة العينين قدر الإمكان.
  • يفضل استخدام عدسات سيليكون هيدروجيل، حيث تسمح هذه العدسات بوصول حوالي 5 أضعاف كمية الأكسجين التي تصل إلى العين الداخلية مثل عدسات العين العادية، مما يقلل من خطر تقييد الأكسجين.

هل نظارة القراءة تضعف النظر

بعد الإجابة عن الجزء الأول من السؤال هل العدسات الطبية ونظارة القراءة وشاشة الجوال تضعف النظر؟ وهو الجزء الخاص بالعدسات الطبية ننتقل إلى نظارة القراءة.

يتساءل الكثيرون هل استخدام نظارة القراءة تضعف النظر، حيث يعتقد البعض أنه كلما طالت مدة ارتداء النظارة أصبح البصر أسوأ.

وجدت دراسة في نيجيريا أن 64٪ من الطلاب يعتقدون أن ارتداء النظارات يمكن أن يضعف  البصر، وفي الهند تصل النسبة إلى 30%، وفي باكستان 69% منهم يعتقدون نفس الاعتقاد.

حتى الطاقم الطبي في البرازيل، يعتقد أن العينين ستضعف تدريجيًا نتيجة لارتداء النظارات الطبية.

لا يوجد دليل مقنع على أن ارتداء نظارات القراءة يؤثر على بصرك، ولكن السبب في هذا الشعور هو أن عدسات العين تستمر في التدهور مع تقدم العمر.

من ناحية أخرى، عدم ارتداء العدسات المناسبة للنظارة يمكن أن يكون له تأثير طويل المدى وهو ضعف البصر تدريجيًا، حيث تم اختيار مجموعة من 94 طفلاً يعانون من قصر النظر وعلى مدار عامين متتاليين تم قياس طول مقل عيونهم على فترات منتظمة.

أظهر الأطفال الذين ارتدوا النظارات الأضعف (الغير مناسبة) استطالة أكبر لمقلة العين بمرور الوقت، أي أن بصرهم ازداد سوءًا.

هل شاشة الجوال تضعف النظر؟

بعد توضيح تأثير العدسات الطبية ونظارة القراءة على النظر يأتي دور شاشة الجوال.

تؤثر الهواتف والأجهزة اللوحية على النظر، حيث ينبعث منهم أشعة تسمى (الضوء الأزرق)

وُجد أن الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة له آثارًا سلبية على صحة العين، يمكن أن يؤدي إلى التنكس البقعي، ويتجاوز الحدقة والقرنية لينتقل مباشرة إلى الشبكية.

علاوة على ذلك، يؤثر الضوء الأزرق على الرؤية المركزية، لأنه يقتل الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين، وبمجرد موت هذه الخلايا لا تتجدد، ما يعني أن الضرر دائم.

Photo of author

فهد المطيري

دكتور صيدلي حاصل على بكالوريوس الصيدلية الإكلينيكية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

أضف تعليق