التعرق الزائد من المشاكل التي تؤرق الكثيرين وتسبب لهم الإحراج، وقد يحدث ذلك بسبب بعض حالات طبية أو تناول أدوية معينة أو بدون سبب واضح، ونوضح الأسباب المحتملة بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج بشيء من التفصيل، فيما يلي.
ما هو التعرق الزائد؟
يستخدم الجسم العرق كشكل من أشكال التحكم في درجة الحرارة، ولكن في بعض الأحيان يكون لدى بعض الناس تعرق أكثر من المعتاد وهو ما يسمى فرط التعرق أو التعرق الزائد (Hyperhidrosis)
يوجد نوعان من التعرق الزائد، كما يلي:
- فرط التعرق البؤري الأساسي، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للتعرق الزائد، ويحدث بدون سبب طبي معروف.
- فرط التعرق الثانوي الناجم عن حالة طبية أو كأثر جانبي لدواء معين.
أسباب التعرق الزائد بدون مجهود
تتعدد أسباب وحالات التعرق الزائد في الجسم، حيث يعاني البعض منه حتى دون بذل مجهود، ويمكن توضيحها فيما يلي:
- فرط التعرق البؤري الأساسي
ليس له سبب طبي معروف، ويبدأ عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، حيث يزداد نشاط الأعصاب التي تحفز الغدد العرقية على إفراز العرق بشكل مفرط، وتنتج المزيد من العرق.
يحدث هذا النوع من التعرق عادة في النهار، ويظهر على اليدين والقدمين، ومن المحتمل أن يكون ناتجًا عن عوامل وراثية.
- فرط التعرق الثانوي
يؤدي هذا النوع إلى التعرق في جميع أنحاء الجسم وغالبًا يحدث في الليل، ويكون بسبب مرض أو حالة طبية أو من الآثار الجانبية للأدوية، ويشمل كل ما يلي:
- سن اليأس
يحدث التعرق الزائد في الفترة التي تسبق سن اليأس والتي تسمى فترة ما قبل انقطاع الطمث، حيث يستعد جسم المرأة لانقطاع الطمث، وتضطرب مستويات هرمون الاستروجين بشكل كبير.
يتسبب التقلب الهرموني في الشعور بالسخونة المفاجئة، ومعها التعرق الزائد.
- الحمل
تضرب مستويات الهرمونات بشكل كبير أثناء فترة الحمل، ما يؤدي إلى إصابة العديد من النساء الحوامل بفرط التعرق، خاصة في الثلث الأول والثالث من الحمل وبعد الولادة.
يؤدي الحمل إلى زيادة تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، ما يجعل الأم الحامل تشعر بالدفء وتكون أكثر عرضة للتعرق، ولكنها فترة مؤقتة، لأنه بمجرد استقرار مستوى الهرمونات بعد الولادة يختفي التعرق الزائد.
- فرط نشاط الغدة الدرقية
يؤدي إلى اضطراب المستويات الطبيعية للهرمونات في الجسم، ويحدث ذلك بسبب إنتاج الجسم الكثير من هرمون الثيروكسين المنظم لبعض العمليات، مثل التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب.
يصاحب التعرق الزائد بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية أعراض أخرى عادة، مثل خفقان القلب، وفقدان الوزن المفاجئ، وعدم تحمل الحرارة، والتعب.
- داء السكري
يمكن أن يكون التعرق المفرط من أعراض داء السكري، لأنه مرض السكري يتسبب أحيانًا في انخفاض مستويات السكر في الدم، واستجابة لذلك تفرز هرمونات معينة، مثل الأدرينالين، التي تسبب التعرق المفرط.
- الاعتلال العصبي
يمكن أن يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم لفترات طويلة إلى تلف الأعصاب، ومنها الأعصاب التي تتحكم في الغدد العرقية، وبالتالي يحدث التعرق المفرط.
- نوبة قلبية
يمكن أن يكون التعرق المفرط علامة من علامات الإصابة بنوبة قلبية، ويكون مصحوبًا ببعض الأعراض، مثل: ضيق التنفس المفاجئ، وألم في الذراع والرقبة والكتف والصدر أو الظهر، والضغط المرتفع في الصدر.
- السمنة
يمكن أن ينتج فرط التعرق عن السمنة، عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 30 أو أعلى، حيث يتعين عليهم بذل مجهود بدني أكبر لأداء الأنشطة اليومية.
- العدوى والأورام
تسبب بعض أنواع العدوى فرط التعرق، ومنها ما يلي:
- السل
- فيروس نقص المناعة البشرية
- التهاب العظم
- الخراج
- أنواع معينة من السرطان، مثل: الأورام اللمفاوية والأورام الخبيثة
- إصابات الحبل الشوكي
- عرض جانبي لبعض أنواع الأدوية
يمكن أن يؤدي تناول بعض الأدوية إلى فرط التعرق، منها على سبيل المثال:
- الأدوية المستخدمة في علاج الحالات النفسية، مثل: سيتالوبرام، أميتريبتيلين amitriptyline، كلوزابين clozapine.
- الأدوية المستخدمة في علاج مرض باركنسون، مثل: بنزتروبين benztropine.
- المواد الأفيونية، مثل المورفين والفنتانيل والترامادول
- مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية
- المضادات الحيوية (الكينولون)، مثل سيبروفلوكساسين ciprofloxacin
- مضادات الفيروسات، مثل: أسيكلوفير aciclovir أو ريبافيرين ribavirin
- أدوية السكر، مثل غليبيزيد glipizide والأنسولين insulin.
تشخيص التعرق الزائد
يمكن تشخيص التعرق الزائد عن طريق إجراء فحص بدني، ويمكن قياس مستوى التعرق بطريقتين مختلفتين كما يلي:
- اختبار Starch Iodine Test: يحول هذا الاختبار العرق إلى اللون البني ويستخدم للكشف عن فرط التعرق.
- جهاز Vapometer: يستخدم هذا الجهاز لقياس فقدان الماء عبر الجلد، وقياس كمية العرق التي تصنعها اليدين وتحت الإبطين والقدمين وفروة الرأس.
علاج التعرق الزائد
يعتمد العلاج المستخدم لعلاج التعرق الزائد على شدة الحالة، وتشمل ما يلي:
- مضادات التعرق
يعد استخدام مضادات التعرق هو خط العلاج الأول للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق الخفيف إلى المتوسط، حيث تحتوي على أملاح الألومنيوم، والتي تعمل على سد مسام العرق.
- جهاز Iontophoresis
يعد الجهاز فعالًا لعلاج فرط التعرق في اليدين أو القدمين، ولكنه أقل فعالية في منطقة تحت الإبط.
يتم استخدام الجهاز عن طريق غمر اليد أو القدم في الماء الذي يمر فيه تيار كهربائي منخفض المستوى، وتدخل الأيونات المشحونة من الماء إلى الغدد العرقية وتعطل قدرتها على إنتاج العرق. يستغرق عمل الجهاز من 30 إلى 40 دقيقة.
- حقن البوتكستجميل
يتم إعطاء الحقن في المناطق المصابة بفرط التعرق، حيث تسبب انخفاضًا مؤقتًا في التعرق، وتستمر النتائج عادة من ثلاثة إلى ستة أشهر.
- التحلل الحراري للغدد العرقية
يعتمد هذا العلاج على توجيه الطاقة إلى الغدد العرقية في الإبط، حيث يتم تدمير الغدد العرقية، وبالتالي يتوقف التعرق الزائد في هذه المنطقة على الفور.
نظرا لأن 2٪ فقط من الغدد العرقية في الجسم تقع في منطقة الإبط فإن تدميرها في هذه المنطقة لا يؤثر على قدرة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة.
قبل الإجراء، يقوم الطبيب بتخدير منطقة الإبط، ثم يتم رفع الجلد وتوجيه الطاقة إلى الغدد العرقية، ويستغرق الإجراء عادة ساعة ولا يتضمن أي شقوق أو جروح.
- التدخل الجراحي
يكون التدخل الجراحي، غالبًا، هو الحل الأخير للتخلص من التعرق الزائد، عندما لا تفيد الحلول الأخرى، ويتضمن هذا الإجراء قطع العصب الودي، وهو العصب الذي يتحكم في العرق.
أدوية لعلاج التعرق الزائد
هناك عدد من الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، والتي يمكن استخدامها لعلاج التعرق الزائد، وتستخدم إما بمفردها أو مع بعض العلاجات الأخرى، وتشمل ما يلي:
- مضادات الكولين
من الأدوية الأكثر شيوعًا للتحكم في التعرق المفرط هى مضادات الكولين، مثل:
- غليكوبيرولات glycopyrrolate
- أوكسي بوتينين oxybutynin
- بنزتروبين benztropine
- بروبانثيلين propantheline
نظرًا لأن الأدوية المضادة للكولين لا تستهدف منطقة معينة من الجسم فإنها تقلل التعرق على الجسم بالكامل، حتى في الأماكن التي لا يمثل فيها التعرق مشكلة، وبالتالي يمكن أن تعرض المريض لخطر السخونة الزائدة والجفاف المفرط.
يمنع إعطاء مضادات الكولين للمرضى الذين يعانون من الجلوكوما، وضعف إفراغ المعدة أو احتباس البول.
- حاصرات بيتا وبنزوديازيبينات Beta Blockers and Benzodiazepines
تستخدم هذه الأدوية بجانب مضادات الكولين لعلاج التعرق الزائد، حيث تعمل على الجهاز العصبي المركزي ومناسبة بشكل خاص لمن يعانون من فرط التعرق العرضي أو الناجم عن التوتر أو القلق.